عادت الحرب الباردة بين الاستخبارات الروسية والأمريكية. بأشكال مختلفة على خلفية الخلافات المحتدمة بين الطرفين. ولكن أهم ما يميز الاستخبارات الروسية أن لديها نشاط أوسع من الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما فى أوروبا
و بدأ التجسس الروسي الأمريكي على بعضهما البعض منذ عقود في جميع المجالات السياسية والاقتصادية. ويبقى العنصر البشري عنصرا هاما، يعتمد عليه البلدين بالرغم من توافر تكنولوجيا المعلومات والتجسسس.
فأهم نقاط الخلاف المحتدمة بين روسيا ووالولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في مزاعم التدخل الروسي فى الانتخابات الامريكية. وعدم التوصل الى توافق بشان الامن الاستراتيجي كالملف السورى والليبي والايراني والأزمة الأوكرانية.
ولكن يُعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الأسلحة القصيرة والمتوسطة المدى وتطوير أمريكا لهذه الاسلحة ونشرها بالقرب من الحدود الروسية عاملا هاما فى توتر العلاقات بين البلدين. ومن شأن هذه العوامل أن تؤدى إلى تدهور أكثر فى العلاقات وتنذر بمواجهة روسية أمريكية محتملة.
وسيواصل حلف شمال الأطلسي وروسيا تعزيز قدراتهما الاستخبارية والعسكرية في شرق أوروبا. وتشيرالمعلومات إلى تدهور الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق. ما يزيد من احتمالية اندلاع حرب باردة بين حلف “الناتو” وموسكو وقد يترتب عليه مواجهة عسكرية.
و تتلخص المخاوف الأمريكية من مشروع الغاز”نورد ستريم 2″ في الإضرار بالمصالح الاقتصادية الأمريكية فى أوروبا. والتقليل من حصة واشنطن من الغاز الطبيعى فى السوق الأوروبى. وهذا يتيح لروسيا التحكم في إمدادات الغاز والطاقة الأوروبية لتصبح ورقة ضغط على الدول الأوروبية .
فوزارة الخارجية الأميركية قد صرحت بأن الولايات المتحدة ستشدد العقوبات ضد مشروعات الطاقة الروسية، من خلال إلغاء الإعفاءات التي تم منحها لبعض الشركات المشاركة في أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″ و”تورك ستريم” وذلك منذ اواسط العام 2020
كما وقع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قانونا يفرض عقوبات على أي شركة تساعد شركة “غازبروم” المملوكة للحكومة الروسية في استكمال مد خط أنابيب غاز إلى أوروبا. وتستهدف العقوبات التي ينص عليها هذا القانون شركات البناء العاملة في خط الغاز
حلف شمال الأطلسي – الناتو – من طرفه صرح مؤخراً أن حجم القوات الأمريكية المتواجدة في أوروبا بلغ أعلى مستوياته بعد الحرب الباردة. وتشهد أوروبا قدوم المزيد من القوات الأمريكية. و و صل (20) ألف جندي أمريكي إلى أوروبا للمشاركة فى “مناورات مدافع 2020”. وكشف الجنرال “جيف هاريغان”، قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا، عن وجود خطة لمهاجمة منشآت الدفاع الجوي الروسية في منطقة “كالينينغراد” في حال “غزت روسيا جمهوريات البلطيق” وفق استعدادات الاستخبارات الاميركية
وركزت وزارة الدفاع الروسية على تطوير أسطول البلطيق الروسي الذي يتابع ويتصدى للمدمرة “غرايفلي” الأمريكية في مياه بحر البلطيق. وتكرر اختراق هذه المدمرة للمياه في بحر البلطيق خلال العام الحالي . وهي تنتمي إلى المجموعة الدائمة الأولى للقوات البحرية للناتو. وهذه المدمرة قادرة على حمل ما مجموعه (56) صاروخا مجنحا من نوع “توماهوك”، يصل مداها إلى (1.6) ألف كلم.
وتحشد روسيا مزيدا من القوات والصواريخ في منطقة “كالينغراد” المتقدمة على بحر البلطيق. وتنفذ عمليات توسعة تتضمن بناء شبكة رادارات عسكرية
فهل سنشهد انطلاقة المرحلة الساخنة من الحرب الباردة بين البلدين ؟!!
Comments